
يسوع، رأس الكنيسة
أغسطس 11, 2025
الصراع مع الكلمة
أغسطس 13, 2025“فأذَلَّكَ وأجاعَكَ وأطعَمَكَ المَنَّ الّذي لم تكُنْ تعرِفُهُ ولا عَرَفَهُ آباؤُكَ، لكَيْ يُعَلِّمَكَ أنَّهُ ليس بالخُبزِ وحدَهُ يَحيا الإنسانُ، بل بكُلِّ ما يَخرُجُ مِنْ فمِ الرَّبِّ يَحيا الإنسانُ” (تثنية 8: 3)
لأن المسيح هو رأس الكنيسة، فمن واجب بقية الجسد—كل واحد منا—أن يسمع ويطيع مشيئته بشكل فردي وجماعي. وإذا أردنا أن ننمو وننضج في إيماننا، يجب أن نشغل عضلات هذا الإيمان بمعنى أن نتعلم أن نميز مشيئة الله بينما نطبق المكتوب في حياتنا اليومية.
لنبدأ بالمسؤولية الفردية للشخص المسيحي.
بعض الناس يفترضون أن مجرد قراءتهم لكلمة الله كافٍ وأن الروح القدس سيتكفل بالباقي. ولكن في كثير من الأحيان، يمر السيف ذو الحدين للكتاب المقدس عبر قلوبنا القاسية، دون أن يحدث أي تأثير. قراءة الكتاب المقدس وحدها لا تضمن تغيير القلب. نحتاج أن تعلم كيف ننتصر على الخطية بقوة المسيح وكيف نحافظ على هذه النصرة.
جوهر المشكلة ليس في استماعنا للتعليم أو لقراءة الكلمة. ليس بالضرورة أننا لا نسمع ما يكفي من الوعاظ أو لا نخصص وقتًا كافيًا لقراءة الكتاب المقدس، على الرغم من أن هذه مشكلة شائعة. قد نتعمق في الكتاب المقدس ونستمع إلى تعليم عميق من وعاظ ومعلمين، ومع ذلك نظل دون تغيير. فإذا قرأنا الكتاب المقدس من أجل المعرفة فقط، فسنصبح متكبرين ومغرورين (انظر 1 كورنثوس 8: 1).
ادرس الكتاب المقدس، بالطبع. استفد من التعليقات—أنا أفعل ذلك طوال الوقت. اقرأ كتبًا أخرى تقدم رؤى كتابية سليمة، احضر مجموعات دراسة الكتاب المقدس، لكن افعل ذلك بهدف معرفة الله بشكل أفضل، ومعرفة نفسك بشكل أفضل، ومعرفة الآخرين بشكل أفضل. بهذا ستصبح أكثر شبهًا بالمسيح؛ أكثر حكمة، وأكثر تمييزًا، وأكثر حبًا. ستحب كما يحب المسيح؛ ليس “الحب” العاطفي الذي تروج له الثقافة الحديثة وتدعو إلى قبول كل شيء. بل الحب الذي يدعو الخطية خطية؛ حتى لو كانت في حياتك الخاصة. إذا كان هدفنا هو أن نعرف عن الله دون أن نلقي نظرة حقيقية على أنفسنا، إذا أردنا فقط جمع معلومات الكتابية، فسيصبح هذا مجرد معرفة عقلية، إحصائيات وعقيدة صحيحة، ولكنها حقائق وجامدة وبلا حياة.
الحياة الروحية هي حياة نمو. لا يمكنك أن تبقى في مكانك، إما أن تتقدم إلى الأمام، أو تتراجع إلى الوراء. لذا يجب أن نسمح للكتاب المقدس أن يكشف لنا عن جوانب حياتنا التي لم نسلمها ونخضعها بعد لملك الملوك.
صلاة: يا رب، أشكرك على عطية الكتاب المقدس. ساعدني حتى أبحث عنك فيها ليس مطالعتها فقط من أجل المعرفة، بل من أجل علاقة تغير حياتي. اغفر لي عندما أكتفي بالقراءة دون التمتع بكل كلمة تخرج من فمك لأن فيها حياة. أصلي باسم يسوع. آمين.





