يناير 9, 2022

التقدُّم إلى عرش النعمة

نحن نشهد اليوم وقوع أحداث على نطاق عالمي لم نعهدها من قبل في حياتنا، ومنها الضغط الهائل والمتزايد على المؤمنين، والصراعات السياسيَّة، والصعوبات، والأمراض، لكن في خضم الفوضى المحيطة بنا، أؤمن من كلّ قلبي بأنَّ الله يريد أن يصنع معنا العظائم. يحدث هذا عندما يبلغ شعب الله مستوى الاعتماد التام عليه، ويصرخ: ‘‘يا رب ، ليس لي سواك’’. إذا كنتُ قد تعلَّمتُ شيئًا في خلال 55 سنة من السلوك مع الرب، فهو أنَّه لا يتعب أبدًا منَّا عندما نلجأ إليه طلبًا للمساعدة. ففي مسيرتي الطويلة معه التي تخلَّلتها عثرات وفشل وتعلُّم وغوص في معرفته، لم يقل لي يومًا: ‘‘يا مايكل، هذه المرَّة المليون التي تأتي فيها إليّ!’’ بل على العكس، فالله ينتظر بشوق أن يأتي إليه أبناؤه بقلب تائب، وهذا يضمن لنا راحة كبيرة في أوقات الخوف والفشل. قال لي مرشدي الروحي ذات مرَّة: ‘‘لم يدوِّن الله اسمك بقلم رصاص في سفر الحياة وهو يراقبك من السماء لكي يمحوه في كل مرَّة ترتكب الأخطاء. فالله تبنَّاك لكي تبقى ابنه إلى […]
يناير 7, 2022

لماذا نقول ‘‘ميلاد مجيد’’؟

‘‘ٱلْمَجْدُ لِلهِ فِي ٱلْأَعَالِي، وَعَلَى ٱلْأَرْضِ ٱلسَّلَامُ، وَبِالنَّاسِ ٱلْمَسَرَّة’’ (لوقا 2: 14) يعتقد بعض المسيحيين المجاهرين بإيمانهم اليوم أنَّ الأعمال الصالحة هي الطريق المؤدي إلى الخلاص، فهم لا يشعرون بأنَّهم يحتاجون إلى مخلِّص لأنَّهم يعتبرون خطاياهم بسيطة، ويفترضون أنَّه يكفي أن يرتادوا الكنيسة بانتظام بدون اقتراف خطايا ‘‘مميتة’’ لكي ينالوا الخلاص. لكنَّهم سيهلكون لأنَّهم يصدِّقون كذبة. ويذكر الكتاب المقدَّس أنَّ كلَّ إنسان على الأرض وبدون أي استثناء قد وُلد في الخطيَّة، ونحن ورثنا هذه الخطيَّة عن آدم وحواء، وقد انبثقت منهما جذور الخطيَّة في كلِّ إنسان. فنحن نريد، كما آدم وحواء، أن نعيش على هوانا، ونريد أن نمسك بزمام الأمور مسبِّحين الله بشفاهنا فيما قلوبنا بعيدة عنه. ونحن نبرِّر خطيَّتنا ونستخفّ بعواقبها ونختبئ من الله والناس بسبب عارنا. وبدلًا من الاعتراف بخطايانا واللجوء إلى إلهنا المحبّ لكي يخلِّصنا، نحن نتمسَّك بالجذور المريرة لثمر خطيَّتنا السام فنهلك بسببها. لقد أرسل الله ابنه يسوع ليخلِّصنا من خطايانا، لأنَّه يعلم أنَّنا لا نستطيع أن نخلِّص أنفسنا بأعمالنا، وأنَّنا لن نصبح كاملين إلَّا من […]
يناير 6, 2022

أعطِ الله مكانًا

‘‘لَكِنِ ٱطْلُبُوا أَوَّلًا مَلَكُوتَ ٱللهِ وَبِرَّهُ، وَهَذِهِ كُلُّهَا تُزَادُ لَكُمْ’’ (متى 6: 33) يعتبر البعض أنّ عيد الميلاد يتمحور حول التقاليد الثقافية والواجبات الاجتماعية، وتتعرَّض مركزية المسيح في هذا الموسم للهجوم من مجتمعات التعددية والمتعة والمادية، وسرعان ما أصبح عيد الميلاد سلسلة من الأضواء المتلألئة والهدايا البرَّاقة بدون أدنى فكرة عن حقيقة المسيح الأبدية. وفي خضم تقاليدنا الثقافية والتزاماتنا الاجتماعية، هل نعطي مكانًا للرب؟ ويرى آخرون أنَّ العزلة هي محور موسم الميلاد، ويجدون أنفسهم وحيدين يصارعون لاكتساب شعور بالانتماء، ويبدو لهم أنَّ أكثر ما يمكنهم أن يتمنّوه هو أمسية هادئة، وقد يقضون وقتهم في إشباع رغباتهم أو التركيز على عملهم، وقد يشعرون بالندم لاحقًا. في أوقات العزلة هذه، هل تعطي مكانًا للرب؟ في وسط تلك المدينة الصاخبة، جاء المسيح إلى العالم بهدوء، فيما كانت الشوارع مزدحمة، والفنادق محجوزة بالكامل، والمسافرون يملأون أرجاء البلدة، وفي خضمّ تلك الجلبة السائدة، اتَّخذ الله جسدًا وحلَّ بيننا. هل تتخيَّل نفسك في بيت لحم في تلك الليلة وقد فاتتك هذه المعجزة؟ الجانب العجيب في قصَّة […]
ديسمبر 24, 2021

المحبة الشامِلة

عندما كتب بولس إلى أهل غلاطية عن ثمار الروح، كانت المحبة في أول القائمة. (اقرأ غلاطية 5: 13-26). ما هو تعريف المحبة؟ المحبة كلمة نستخدمها كثيرًا، لكن هل فكرت يومًا في معناها؟ للأسف، توجد في مجتمعنا صورة مشوهة للمحبة تتمحور حول الذات. نشاهد الأفلام الرومانسية فنظُن أن المحبة تدور حول المشاعر القوية والمُفرِحة، وعندما تتلاشى هذه المشاعر، نظن أن المحبة قد انتهت، ونكتفي بعلاقات الصداقة التي لا نُخذَل فيها من أصدقائنا، لكن المحبة الكتابية الصادقة هي محبة غير أنانية ومُضحِّية وغير مشروطة، ولا تعتمد على مشاعرنا أو ظروفنا. ذكر بولس أن المحبة هي من ثمار الروح، لكنها أيضًا مرادف لثمار الروح، فالمحبة تشمل جميع سمات الثمار الأخرى التي في القائمة. عندما نظهر حياة المحبة الكتابية الحقيقية، فإننا نعبر دائمًا عن الفرح والسلام وطول الأناة واللطف والصلاح والإيمان والوداعة والتعفُّف. صلاة: ساعدني يا أبي لكي أتذكَّر أهمية المحبة الكتابية الحقيقية في حياتي. علمني أن أثبُت فيك لحظة بلحظة، حتى أُظهر ثمار الروح في حياتي كل يوم. أُصلِّي في اسم يسوع. آمين.
ديسمبر 23, 2021

هدف أسمى

“وَلكِنَّ الَّذِينَ هُمْ لِلْمَسِيحِ قَدْ صَلَبُوا الْجَسَدَ مَعَ الأَهْوَاءِ وَالشَّهَوَاتِ”  (غلاطية 5: 24). من السهل أن ننظر إلى ثمار الروح على أنها جزء من درس شيِّق من دروس مدرسة الأحد، ونقرأ كلمات بولس في رسالة غلاطية ونظن أنه يكتب عن كيفية عيش الحياة المسيحية والتواصل مع الآخرين. هذا صحيح، ولكن هناك هدف عميق آخر لثمار الروح في حياتنا، فعندما تأتي التجارب والصعوبات، يمنحنا روح الله ثماره للتعامل بشكل صحيح مع الألم والحزن والمعاناة. لكن إذا لم تنضُج ثمار الله في حياتنا، سنواجه المزيد من المشاكل، فعلى سبيل المثال، سنفشل في أن نُحب بالطريقة التي يحبنا بها المسيح. سنظل قساة وغير غافرين على الرغم من معرفتنا بأن الله يدعونا، بل ويأمرنا، أن نحب الآخرين بالطريقة التي يحبنا بها. في الواقع، يجب أن نحب ونشعر بالفرح والسلام في حياتنا بالدرجة التي تجعل الآخرين يريدون نفس الشيء في حياتهم. ينبغي علينا أيضًا أن نتحلَّى بالصبر لأن الله يتأنَّى علينا، وأن نكون صالحين وأُمناء ولطفاء ومتعففين. كل صفة من هذه الصفات تعكس طبيعة الله […]
ديسمبر 19, 2021

إطفاء الروح

“لا تطفئ الروح” (1تسالونيكي 5: 19). لكي يكون اختيارنا في الحياة اختيارًا روحيًا، يجب أن يتضمَّن إزالة عائقيين رئيسيين أمام عمل الروح القدس. تُشير كلمة الله إلى أن هذين العائقين هما إطفاء وإحزان الروح (اقرأ1 تسالونيكي 5: 19 وأفسس 4 30). لكي يمتلئ المؤمن بالروح القدس، يجب أن يزيل هذين العائقين من أمامه. اليوم سوف نتأمل في معنى إطفاء الروح. نصل جميعًا إلى مفترق طرق عندما تتاح لنا فرصة الخضوع للروح القدس أو إطفاء عمله فينا. في بعض الأحيان، نشعر بالرغبة في تقديم خدمة ما، أو إعطاء بعض المال لتسديد احتياج، أو القيام بتغيير عادة مُدمِّرة، وإطفاء الروح يعني أن نقول لا للرب في هذه الأوقات، ونرفض الاستماع إلى صوته، وبدلاً من ذلك، نختار أن نفعل ما نريد لتحقيق أهدافنا الشخصية. كذلك يعني إطفاء الروح أن نتجاهل ونعصى قيادة الله عن عمد، ونقوم بأشياء أخرى تخدم ذواتنا ولا تخدم الله. يمكننا أن نختار تجاهُل “الصوت الهادئ” الذي يُشجِّعنا ويُلزِمنا بالتصرف بدون أنانية من أجل خدمة الله والآخرين، أو يتحدَّث إلينا […]
ديسمبر 17, 2021

يهوه شَمَّهْ: الرب هناك

“الْمُحِيطُ ثَمَانِيَةَ عَشَرَ أَلْفًا، وَاسْمُ الْمَدِينَةِ مِنْ ذلِكَ الْيَوْمِ: يَهْوَهْ شَمَّهْ (الرب هناك)”  (حزقيال 48: 35). اقرأ حزقيال 48: 30-35. كتب النبي حزقيال السفر وهو في السبي بعيدًا عن موطنه في يهوذا. لقد كان وقتًا مظلمًا لشعب الله الذي سُبِيَ من قِبَل نبوخذ نصر ملك بابل، ومع ذلك، تَحدَّث حزقيال عن مستقبل مجيد. سوف تتحرك العظام اليابسة وتعود للحياة، وستُكسَى باللحم، وتعود إليها الروح مرة أخرى. إن خطة الله للفداء لم تنتهي. كان لدى حزقيال رؤية لإعادة بناء أورشليم، هيكل جديد، ومدينة سيكون لها اسم جديد: “يَهْوَهْ شَمَّهْ” (حزقيال 48: 35)، وسيكون حضور الله أهم ما يميز المدينة الجديدة المقدسة. يُخبرنا سفر الرؤيا أن هذه المدينة هي المكان الذي ستنتهي فيه قصة الفداء – حيث يسكن الله مرة أخرى مع شعبه (اقرأ رؤيا 21: 3). لكن ليس علينا أن ننتظر نهاية التاريخ، فالله هو يهوه شَمَّهْ الآن! إذا كنت تعرف يسوع، فالرب معك اليوم أينما كنت، ويسكن فيك من خلال روحه. أنت هيكل الله، ويمكنك أن تعيش كل يوم من […]
ديسمبر 16, 2021

يهوه تصدقينو: الرب برّنا

“فِي أَيَّامِهِ يُخَلَّصُ يَهُوذَا، وَيَسْكُنُ إِسْرَائِيلُ آمِنًا، وَهذَا هُوَ اسْمُهُ الَّذِي يَدْعُونَهُ بِهِ: الرَّبُّ بِرُّنَا” (إرميا 23: 6).   اقرأ ارميا 23: 5-8. تهاوَى البر في أيام إرميا، فقد كان قادة يهوذا فاسدين، وأخطأ الشعب أمام الله وتركوه، وابتعد الكهنة أيضًا عن الرب، فكانت الدينونة في طريقها إليهم. ولم يمض وقت طويل حتى تم سُبِيَ الشعب وأُخِذَت مدينة أورشليم وهُدِم هيكل الله. لكن في هذا الوقت الذي اتسم بالتدهور الحاد، كان إرميا يعظ بالحق ويُخبر الناس بأنه على الرغم من شرِّهم، فإن الله سيُعيدهم إلى أرض الموعد ويعطيهم ملكًا جديدًا، سيكون هو المسيَّا، ويدعى “الرَّبُّ بِرُّنَا” (إرميا 23: 6). لا يختلف يومنا كثيرًا عن يوم إرميا، إذ يبدو البِر أمرًا غير شائع. الرسائل المُقلِقة القادمة من وسائل الإعلام ومن ثقافة المشاهير جعلت الكثير من الناس غير قادرين على التمييز بين الصواب والخطأ. لكن من يعرفون يسوع لا يتعجبون لذلك أبدًا، بل كل ما عليهم فعله هو النظر إليه، فكل ما يفعله هو برٌّ وصلاح. في الحقيقة، هو البر الكامل، هو […]
ديسمبر 15, 2021

يهوه روحي: الرب راعينا

“الرَّبُّ رَاعِيَّ فَلاَ يُعْوِزُنِي شَيْءٌ”  (مزمور 23: 1). اقرأ مزمور 23: 1-4. في عالمنا المُعاصِر، معظمنا بعيدون عن الخراف والرعاة، لذلك عندما نسمع أن الله هو يهوه روحي، الرب راعينا، قد يصعُب علينا فهم جمال وروعة هذا الشعور. لكي نفهم حقًا معنى أن الرب راعينا، يجب علينا أولًا أن نعرف أن الخروف يعتمد على راعيه في كل شيء، وأنه بدون الراعي يكون الخروف عُرضَة للقتل مِن قِبَل حيوان مفترس، أو الانحراف في اتجاه أراضي خَطِرة، أو الموت بسبب العوامل الجوية. إن راعينا الصالح لا يُدبِّر جميع احتياجاتنا فحسب، بل تخبرنا كلمة الله أنه “الْقَادِرُ أَنْ يَفْعَلَ فَوْقَ كُلِّ شَيْءٍ، أَكْثَرَ جِدًّا مِمَّا نَطْلُبُ أَوْ نَفْتَكِرُ” (أفسس 3: 20). نحن دائمًا في أيدي أمينة مع “يهوه روحي”. إن نعمة الله كاملة وسلامه ثابت، وقيادته مدروسة وشخصية، وتعزيته تفوق تعزية أي شخص آخر، ورفقته أبدية. يطرد الله كل مخاوفنا، ويُدبِّر جميع احتياجاتنا بغِنَى، فيرى أعداؤنا بركاته ويهربون. لقد مسحنا من أجل مجد المستقبل، وفاض لطفه ورحمته علينا في الحاضر. سبحوا يهوه روحي، […]
ديسمبر 14, 2021

يهوه شالوم: الرب سلامنا

“فَبَنَى جِدْعُونُ هُنَاكَ مَذْبَحًا لِلرَّبِّ وَدَعَاهُ «يَهْوَهَ شَلُومَ». إِلَى هذَا الْيَوْمِ لَمْ يَزَلْ فِي عَفْرَةِ الأَبِيعَزَرِيِّينَ”  (قضاة 6: 24). اقرأ قضاة 6: 11-24. ظلَّ شعب إسرائيل يعاني من سيطرة المديانيين القُساة الظالمين الذين غزوا أُمَّتهم. كانت الأرض التي منحها الله لشعبه أرض خصبة وغنيَّة، لكن المديانيين نهبوا محاصيلهم وأتلفوا حقولهم قبل أن يتمكنوا من جمع الحصاد، فعانى الشعب من الجوع والفقر. لم يسلبهم المديانيون طعامهم فقط، بل سلبوهم سلامهم أيضًا. في النهاية، صرخ شعب إسرائيل إلى الله، واختار الرب في رحمته مُخلِّصًا لإنقاذهم من أيدي المديانيين الأشرار. لم يكن جدعون قوياً أو بارعًا في المعارك بشكل خاص، ولم يكن ليستطيع أبدًا بمفرده أن يهزم جيش المديانيين الجبَّار، لكنه بقوة الله، استطاع أن يضمن النصر. وبعد أن ظهر ملاك الرب لجدعون وتأكَّد من أنه وجد نعمة في عيني الله، أطلق على المذبح الذي أقامه اسم يهوه شالوم، أو “الرب سلام” (قضاة 6: 24). هل تشعر وكأن سلامك يُسلَب منك باستمرار؟ لكي تجد السلام الحقيقي، يجب أن تذهب إلى المصدر. ارجع إلى […]
ديسمبر 13, 2021

الرب مقادش: الرب مُقدِّسكم

“وَتَحْفَظُونَ فَرَائِضِي وَتَعْمَلُونَهَا. أَنَا الرَّبُّ مُقَدِّسُكُمْ”  (لاويين 20: 8). اقرأ لاويين 20: 7-8. ليست القداسة فكرة شائعة في هذه الأيام. يربط البعض بين القداسة و”البِر الذاتي”، ويعتقد بعض المؤمنين أن القداسة هي حياة مليئة بالحدود والقيود، ولذلك، فهم لا يريدونها. لكن الله يصف نفسه بأنه يهوه مقادش – الإله القدُّوس، ويدعو شعبه لأن يكونوا قديسين، أو مُفرَزين، لأنه قدُّوس (اقرأ رسالة 1بطرس 1: 15-16، لاويين 11: 44-45، 19: 2). لأن الله مختلف كُلِّيَةً، فهو حُرْ في التصرُّف بطرق قد لا تكون منطقية بالنسبة لنا. هناك أوقات في الحياة نصرخ فيها إلى الله قائلين: “يا رب، لماذا تفعل هذا؟ لماذا يحدث هذا؟” لكن إلهنا القدوس يطمئننا “لا داعي للقلق، سوف أحل هذا الأمر، وكل شيء تحت سيطرتي”. لأن الرب هو يهوه مقادش، فلا يمكننا أبدًا وضعه في صندوق لكي يعمل على راحتنا، فهو ليس ملكنا لكي نُسيطر عليه. إنه يتصرف معنا بلطف عندما نتوقع منه إدانتنا، ويُعلن عن ذاته لنا بطرق لا نتوقعها. نحن ننتمي إلى الله، وهو، في محبته ونعمته، […]
ديسمبر 12, 2021

يَهْوَهْ نِسِّي: الرب رايتنا

“فَبَنَى مُوسَى مَذْبَحًا وَدَعَا اسْمَهُ «يَهْوَهْ نِسِّي»”  (خروج 17: 15). اقرأ خروج 17: 8-16. لم يكن بنو إسرائيل في البرية جيشًا لائقًا، فقد نشأ الشعب كعبيد في أرض مصر ولم يتلقُّوا تدريبًا عسكريًا مناسبًا، ومع ذلك، دعا الله شعبه إلى محاربة بعض أقوى الجيوش في المنطقة. عندما اشتبك يشوع ومجموعة من الرجال المقاتلين مع عماليق، كانوا سيُهزمون بلا شك، لكن بنو إسرائيل كان لديهم شيء لا يملكه عماليق: لقد كانوا يحاربون تحت راية الرب. وقف موسى على رأس تلَّة أمام المعركة ورفع عصا الله في يده، وهذه هي العصا التي عمل الله من خلالها العديد من المعجزات، لذا فقد أصبحت رمزًا لقوة الله وتدبيره. وطالما كانت ذراع موسى مرفوعة، كان لبني إسرائيل الغَلَبَة على عماليق، وكان إذا خَفَضَ موسى يده أن عماليق يَغلِبُ. دَعَمَ هارون وحُور يد موسى فبقيت مرفوعة حتى انتصر بنو إسرائيل في المعركة، لكن هذا الانتصار لم يكن بسبب ذراع موسى القوية أو قوة عصاه، بل في الرب. لذلك، عندما هدأ غبار المعركة، بنى موسى مذبحًا ودعا […]