مصادر

أكتوبر 28, 2025

تسبيح من داخل سجن الألم

“ارْتَفِعْ يَا رَبُّ بِقُوَّتِكَ. نُرَنِّمْ وَنُنَغِّمْ بِجَبَرُوتِكَ” (مز 21: 13). على الرغم من عدد المرات التي اختبرنا فيها تحقيق وعود الله، يبدو أن لنا ذاكرة قصيرة المدى. تنحرف الحياة فجأة في مسار غير متوقع، فنبدأ في التساؤل عما إذا كنا سنتمكن من النجاة، ونحاول إيجاد مخرج من بؤسنا وندرك أن الوضع مستحيل بعيدًا عن الله، وبدلاً من أن نُسبِّح الرب ونتَّكِل عليه لكي يجد لنا مخرجًا، نلجأ إلى القلق والتذمُّر. إذا كان هناك شخص واحد له الحق في التذمر والشكوى في العهد الجديد، فهو بولس، الذي أصبحت حياته بعد إيمانه سلسلة من الصراعات التي هددت حياته؛ فقد تعرَّض للسجن والغرق والتعذيب والتهديد، وكانت معاناته عظيمة حتى أن العديد من رسائلة قام بكتابتها في السجن. لكن بولس لم يتذمَّر بسبب ظروفه بل كان يُسبِّح الله حتى في أحلك الأوقات، وصار التسبيح بالنسبة لبولس عادة وأسلوب حياة. كتب بولس إلى الكنيسة في أفسس قائلًا: “امْتَلِئُوا بِالرُّوحِ، مُكَلِّمِينَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا بِمَزَامِيرَ وَتَسَابِيحَ وَأَغَانِيَّ رُوحِيَّةٍ، مُتَرَنِّمِينَ وَمُرَتِّلِينَ فِي قُلُوبِكُمْ لِلرَّبِّ. شَاكِرِينَ كُلَّ حِينٍ عَلَى […]
أكتوبر 27, 2025

اغفر وانسَ

“إذًا إنْ كانَ أحَدٌ في المَسيحِ فهو خَليقَةٌ جديدَةٌ: الأشياءُ العتِيقَةُ قد مَضَتْ، هوذا الكُلُّ قد صارَ جديدًا” (2كورنثوس 5: 17). يفهم بعض الناس خطة الله الفدائية لحياتهم، ومع ذلك يفشلون في رؤية كيف يمكن أن يستخدمهم في ملكوته. يشعرون وكأن حياتهم قد تلطخت بالخطية حتى أنهم صاروا غير مؤهلين للخدمة. هذا غير صحيح. خطة الله لحياتنا هي خطة رجاء. الله لا ينظر أبدًا إلى الوراء ليذكرنا بتجاوزاتنا الماضية. لا يقول أبدًا: “لو لم تفعل هذا أو ذاك، لكنت قد استخدمتك.” هذه كلمات يستخدمها العدو ليثبط عزيمتنا ويمنعنا من أن نكون كل ما نستطيع أن نكونه للرب. الهدف من خلاصنا لم يكن مجرد إنقاذنا من الموت الأبدي والعذاب. هدفه هو أن نحبه كما أحبنا هو. بمجرد أن يغفر خطايانا، ينساها. يا لها من تذكرة مجيدة بمحبة الله غير المشروطة. ومع ذلك، مثل بولس، لم نُخلَّص لمجرد التمتع بمحبة الله. بل خلصنا لهدف محدد: لإخبار الآخرين عن نعمته الفدائية. هذا ما فعله بولس. بمجرد أن خلّصه المسيح، واستعاد بصره الأرضي، وجهزه، […]
أكتوبر 26, 2025

سوف يحررك

“قَالَ لَهُ يَسُوعُ: «أَنَا هُوَ الطَّرِيقُ وَالْحَقُّ وَالْحَيَاةُ. لَيْسَ أَحَدٌ يَأْتِي إِلَى الآبِ إِلاَّ بِي.”(يوحنا 14: 6) من المُرجَّح كثيرًا أن بولس في شبابه كان يحلُم بمعرفة الله بشكلٍ كامل. وقد قاده سعيه للمعرفة إلى الدراسة مع أحد أعظم حاخامات عصره. وإذ كان بولس ينمو في المعرفة، أصبح فريسيًا ثم انتُخِب في السنهدرين. كان علماء اليهود البارزين هم فقط الذين يشغلون هذه المناصب، وكان بولس أحدهم. لقد كان قلبه يتوق إلى عبادة الله، بالرغم من توجُهه الخطأ. وذات يوم، كشف الله عن ذاته لبولس من خلال حياة ابنه، الرب يسوع المسيح. لا يوجد تفسير لما حدث لبولس في الطريق إلى دمشق سوى أنه أمر مُغيِّر للحياة (أعمال 9: 1-9). لم يكن ظهور المسيح لبولس مجرد ظهور، بل احتضان. الرب وحده يعلم ما في أعماق قلب بولس؛ ولكن مثل موسى، بمجرد أن انصرف عن دراسة أمور الله، كان ذلك كافيًا ليُحرِّك الله نحوه. ربما تشعر بثِقل ظروفك وهي تُضيِّق عليك، وكنت تتوق إلى أن تكون حراً، لكنك ظللت مقيداً بهذا العالم […]
أكتوبر 25, 2025

الأولويَّات

“لْنُحَاضِرْ بِالصَّبْرِ فِي الْجِهَادِ الْمَوْضُوعِ أَمَامَنَا، نَاظِرِينَ إِلَى رَئِيسِ الإِيمَانِ وَمُكَمِّلِهِ يَسُوعَ، الَّذِي مِنْ أَجْلِ السُّرُورِ الْمَوْضُوعِ أَمَامَهُ، احْتَمَلَ الصَّلِيبَ مُسْتَهِينًا بِالْخِزْيِ، فَجَلَسَ فِي يَمِينِ عَرْشِ اللهِ” (عبرانيين 12: 1-2). متى كانت آخر مرة قمت فيها بتقييم أولوياتك؟ هل نظرت مؤخرًا إلى التزاماتك وأهدافك ودفتر الشيكات الخاص بك لتحسب أصولك ومديونياتك؟ عندما لا نُدرِّب أنفسنا على التركيز على أولوياتنا الأبدية، نتعثَّر بسهولة بسبب إهتمامات أرضية غير هامة. عندما كان الرسول بولس في السجن، قضى الكثير من الوقت في تقييم حياته الخاصة. قبل أن يصبح بولس مسيحيًا، كان فريسيًّا ذا نفوذ وسُلطة وثروة، وبعد أن بدأ خدمته من أجل المسيح، تحمَّل بولس اعتداءات متكررة وسجن وجوع بينما كان يسافر من مدينة إلى أخرى. ومع ذلك، ولأن بولس ثبت نظره على المسيح، فقد وجد فرحًا منحه منظورًا سماويًا للحياة والأولويات: “لكِنْ مَا كَانَ لِي رِبْحًا، فَهذَا قَدْ حَسِبْتُهُ مِنْ أَجْلِ الْمَسِيحِ خَسَارَةً. بَلْ إِنِّي أَحْسِبُ كُلَّ شَيْءٍ أَيْضًا خَسَارَةً مِنْ أَجْلِ فَضْلِ مَعْرِفَةِ الْمَسِيحِ يَسُوعَ رَبِّي، الَّذِي مِنْ أَجْلِهِ خَسِرْتُ كُلَّ الأَشْيَاءِ، […]
أكتوبر 24, 2025

احفظ نفسك من الأصنام

“ أيُّها الأولادُ، احفَظوا أنفُسَكُمْ مِنَ الأصنامِ” (1يوحنا 5: 21). اقرأ 1يوحنا 5: 13-21 بينما يختم يوحنا رسالته، يأمرنا بالابتعاد عن الأصنام. قد يبدو للوهلة الأولى أن هذا التحذير لا يتفق مع كلامه عن الصلاة كخاتمة لرسالته. لكنها في الحقيقة تحذير أساسي وذو صلة. الصنم هو أي شخص أو أي شيء يحتل المكانة الأولى في قلبك؛ إنه حبك الأعظم. أنت وحدك تعرف من أو ما يحتل هذه المكانه. وأي شيء سوى الله الحي هو صنم. الله غيور. هو وحده المستحق أن يكون في مركز حياتك، لذا يدعوك أن تجعله الأول في حياتك بشكل دائم، مبتعداً عن كل أصنامك. محبة الله أولاً هي الطريقة الوحيدة لإختبار الحياة في أفضل صورها. كأبناء الله، لدينا فرصة للاستمتاع بعلاقة معه—علاقة أكثر اكتمالًا وإلهامًا مما يمكننا أن نأمل أو نتخيل. لذا دعونا نضع الله ومشيئته لحياتنا أولوية قصوى. عندما نفعل، سيوضع كل شيء في مكانه الصحيح. في المسيح لنا نصرة وسيأتي اليوم الذي سيصير فيه كل شيء جديداً. (انظر متى 6: 33 ورؤيا 21: 5). […]
أكتوبر 22, 2025

الثقة في الصلاة

“وإنْ كُنّا نَعلَمُ أنَّهُ مَهما طَلَبنا يَسمَعُ لنا، نَعلَمُ أنَّ لنا الطَّلَباتِ الّتي طَلَبناها مِنهُ.” (1يوحنا 5: 15). اقرأ 1يوحنا 5: 13-21. يختم يوحنا يختم رسالته بتوضيح الهدف من الصلاة وما تفعله في حياتنا ويفسر الثقة التي يمكن أن نتمتع بها في الصلاة، ثم يوضح لنا كيف نصلي. اليوم، سننظر في الثقة التي يمكننا التمتع بها في الصلاة. قليلون من الناس يصلون بثقة حقيقية. عندما تقع المآسي ويتفشى الشر، غالبًا ما نسمع الناس يقولون إن قلوبهم وصلواتهم مع الضحايا وعائلاتهم. لكن هذه الكلمات غالبًا ما تكون فارغة، لأنها غير متصلة ومتأصلة في المصدر القادر أن يحدث التغيير والشفاء. يقول يوحنا للمؤمنين أن صلواتهم لها معنى: “وهذِهِ هي الثِّقَةُ الّتي لنا عِندَهُ: أنَّهُ إنْ طَلَبنا شَيئًا حَسَبَ مَشيئَتِهِ يَسمَعُ لنا” (1 يوحنا 5: 14). عندما نصلي، ندعو الله الحي، القادر على كل شيء، العليم بكل شيء، الحكيم الكامل، المحب العادل، القدوس اللامتناهي. والمعجزة الحقيقية هي أن هذا الخالق العظيم يسمعنا.لماذا؟ لأنه محبة (انظر 1يوحنا 4: 8). وقد أظهر لنا عمق محبته […]
أكتوبر 21, 2025

السلوك بإيمان

“مَنْ هو الّذي يَغلِبُ العالَمَ، إلّا الّذي يؤمِنُ أنَّ يَسوعَ هو ابنُ اللهِ؟.” (1يوحنا 5: 5). اقرأ 1يوحنا 5: 1-12. يشرح يوحنا بوضوح أن مفتاح الحياة الأفضل -الحياة المتوافقة مع إرادة الله وخطته- هو الإيمان المنتصر. هذا الإيمان أكثر من مجرد مجموعة من العقائد أو المعتقدات، وأكثر من تقاليد الكنيسة. إنه اختبار يومي لمحبة المسيح والسلوك العملي بهذه المحبة. الكثير من المؤمنين قد تم خلاصهم بالإيمان ونالوا ميراثهم الأبدي، لكنهم يعيشون فقرًا روحيًا لأنهم لا يمارسون الإيمان الغالب. لا يعيشون حياة منتصرة على الخطية بقوة المسيح، وبالتالي لا يغلبون العالم (انظر 1يوحنا 5: 3-5). أي عالم يقصده يوحنا؟ هناك عالمان نواجههما بانتظام: العالم الخارجي والعالم الداخلي. العالم الداخلي يشمل العقل والقلب، ومن المحتمل أن يكون مكان أعظم معارك حياتك. في داخلك، ستواجه إغراءات القلق، اللامبالاة، الأنانية، والمزيد. يمكن التغلب على ذلك بقوة المسيح لتؤثر إيجابيًا في العالم الخارجي لمجد الله. إذا أردنا أن نعيش بهذه الطريقة، يجب أن نفحص قلوبنا ومواقفنا بصدق. عندما نرى الانكسار والظلم والفقر وحاجة العالم الخارجي، […]
أكتوبر 20, 2025

محبة الله تطرد الخوف

“لا خَوْفَ في المَحَبَّةِ، بل المَحَبَّةُ الكامِلَةُ تطرَحُ الخَوْفَ إلَى خارِجٍ لأنَّ الخَوْفَ لهُ عَذابٌ. وأمّا مَنْ خافَ فلم يتَكَمَّلْ في المَحَبَّةِ (1يوحنا 4: 18). اقرأ 1يوحنا 4: 13-21. اليوم، سنلقي نظرة على التأثير الثاني لمحبة الله في حياتنا كما قدمه الرسول يوحنا: محبة الله تطرد كل خوف لأن الخوف يرتبط بالعقاب (انظر 1يوحنا 4: 18). عندما كنت أعمل في شركة هواتف في سيدني عام 1970، خلال وقت الغداء، كان معظم زملائي يتوجهون إلى الحانة. أما أنا وزميلي فكنا نذهب إلى المحكمة مع شطائرنا ونجلس في الساحة. كان ذلك ترفيهًا مجانيًا حيث يدخل الطاقم المعتاد من الشخصيات، بما في ذلك السجين والشرطي والمحامي. ثم يدخل القاضي مرتديًا باروكة وعباءة، ويصبح الجو رسميًا. لكن بالنسبة لنا، لم نكن متوترين أبدًا. كنا نمتلك الجرأة للنظر إلى أي شخص. لماذا؟ لأن أسمائنا لم تكن على جدول المحكمة. من منظور القانون، لم يكن محكوماً علينا. يشبه ذلك ما يقوله يوحنا في رسالته. المؤمنون قد نجوا من العقاب بنعمة الله، المُقدم من ابنه بالكامل. لقد […]
أكتوبر 17, 2025

امتحان الأرواح

“أيُّها الأحِبّاءُ، لا تُصَدِّقوا كُلَّ روحٍ، بل امتَحِنوا الأرواحَ: هل هي مِنَ اللهِ؟ لأنَّ أنبياءَ كذَبَةً كثيرينَ قد خرجوا إلَى العالَمِ” (1يوحنا 4: 1). اقرأ 1يوحنا 4: 1-12. تكشف الآية الأخيرة من 1يوحنا 3 أن الله أعطانا روحه ليسكن فينا (انظر الآية 24). ثم يحثنا يوحنا على “امتحان الأرواح” (4:1). يظن البعض أن كون الشخص مسيحيًا يعني أن يكون ساذجًا يصدق كل شيء، يفترضون أن المسيحي يجب أن يؤمن بالجميع ولا ينبغي له أن يشكك أو يمتحن ما يقوله الآخرون. لكن على العكس، يدعو يوحنا المؤمنين إلى امتحان وفحص كل شيء لمعرفة ما إذا كان متوافقًا مع شهادة الروح القدس الذي يسكن فينا. ثم يشرح يوحنا المعيار الذي يجب أن نمتحن الأرواح على أساسه: “بهذا تعرِفونَ روحَ اللهِ: كُلُّ روحٍ يَعتَرِفُ بيَسوعَ المَسيحِ أنَّهُ قد جاءَ في الجَسَدِ فهو مِنَ اللهِ، وكُلُّ روحٍ لا يَعتَرِفُ بيَسوعَ المَسيحِ أنَّهُ قد جاءَ في الجَسَدِ، فليس مِنَ اللهِ. وهذا هو روحُ ضِدِّ المَسيحِ الّذي سمِعتُمْ أنَّهُ يأتي، والآنَ هو في العالَمِ (1يوحنا 4: […]
أكتوبر 14, 2025

محبة الله الغنية

“أيُّها الأحِبّاءُ، الآنَ نَحنُ أولادُ اللهِ، ولَمْ يُظهَرْ بَعدُ ماذا سنَكونُ. ولكن نَعلَمُ أنَّهُ إذا أُظهِرَ نَكونُ مِثلهُ، لأنَّنا سنَراهُ كما هو.” 1يوحنا 3: 2 اقرأ ١ يوحنا ٣: ١-١٠ إذا خصصت وقتًا للتأمل في محبة الله الغنية التي تفوق كل تخيل وتتخطى كل الحدود وسمحت لها أن تتغلغل في عقلك وقلبك ومشاعرك وخيالك، ستفرح وتتهلل شكراً لله. لن تهتم بما يظنه الناس عنك أثناء التعبير عن امتنانك لله. أعتقد أن يوحنا كان يصرخ وهو يكتب: “اُنظُروا أيَّةَ مَحَبَّةٍ أعطانا الآبُ حتَّى نُدعَى أولادَ اللهِ!” (١ يوحنا ٣: ١). الرسالة كلها تقول: أمام محبة الله الغنية لا يسعنا إلا أن تندهش وونظل منبهرين بهذه المحبة كل يوم من أيام حياتنا. إذا لم يظهر والداك لك المحبة إلا إذا أنجزت أشياء معينة أو تصرفت بطريقة معينة، تذكر وصية يوحنا: “اُنظُروا أيَّةَ مَحَبَّةٍ أعطانا الآبُ حتَّى نُدعَى أولادَ اللهِ!” تذكر ما قالته الكتاب المقدس: “ونحن بعد خطاة، مات المسيح لأجلنا” (رومية ٥: ٨). عندما تصر أن تكون جديرًا بمحبة الله، فأنت تعطل […]
أكتوبر 12, 2025

افتح عينيك على الحق

” لم أكتُبْ إلَيكُمْ لأنَّكُمْ لَستُمْ تعلَمونَ الحَقَّ، بل لأنَّكُمْ تعلَمونَهُ، وأنَّ كُلَّ كذِبٍ ليس مِنَ الحَقِّ.” 1يوحنا 2: 21 اقرأ ١يوحنا ٢: ١٨-٢٣ لمواجهة الإغراء بالابتعاد عن مشيئة الله، وللتغلب على جوانب حياتنا التي تتعارض مع الله، يقدم لنا الرسول يوحنا ثلاث نصائح. في الإصحاح الثاني من رسالة يوحنا الأولى، يوصينا أولاً أن نتجنب “شهوة الجسد وشهوة العيون وتعظم الميعشة ” (آية ١٦)، والتي تناولناها بالأمس. واليوم سنتناول الوصية الثانية: أن نعرف الحق. يريد يوحنا أن نتصالح مع حقيقة أننا سنظل دائمًا في صراع من أجل الحق في هذا العالم. هذا الصراع لا يأخذ عطلة ولا ينام، وهو صراع يجب أن ننتصر فيه. لذلك يحذرنا يوحنا أنه بينما يوجد المسيح الدجال، هناك أيضًا العديد من الدجالين بصيغة الجمع ومهمتهم هي أن يقسّوا قلوبنا تجاه الله والحق، بحيث نصبح مستعدين لقبول الأكاذيب. هؤلاء الدجالون يروجون للتعددية والتساهل مع الخطية وقبولها، يعارضون المسيح، وينكرون ألوهيته، ويقنعون الجماهير بأن جميع الأديان متساوية. بعدها سيشرع المسيح الدجال الفردي إلغاء الإيمان المسيحي. لذلك يجب […]
أكتوبر 10, 2025

الآباء والأبناء في عائلة الله

” كتَبتُ إلَيكُمْ أيُّها الآباءُ، لأنَّكُمْ قد عَرَفتُمُ الّذي مِنَ البَدءِ. كتَبتُ إلَيكُمْ أيُّها الأحداثُ، لأنَّكُمْ أقوياءُ، وكلِمَةُ اللهِ ثابِتَةٌ فيكُم، وقَدْ غَلَبتُمُ الشِّرّيرَ.” (1يوحنا 2: 14). لقد حدد الرسول يوحنا ثلاث براهين يمكننا من خلالها معرفة ما إذا كنا نعيش الحياة بأفضل حال، أي الحياة كما صممها الله. لقد نظرنا إلى البرهان الأول والثاني خلال الأيام الماضية: هل نطيع إرادة الله؟ وهل نفيض بمحبة الله؟ واليوم سننظر إلى البرهان  الثالث: الثبات في حق الله المعلن في كلمته. عندما يخاطب يوحنا الآباء والشباب والأطفال، فهو لا يتحدث حقاً عن الفئات العمرية (انظر آيات 12-14). أولاً، عندما يقول “الأولاد”، فهو يخاطب الكنيسة كلها، جسد المؤمنين. أما “الآباء” فهم الذين نضجوا في المسيح، الذين سلكوا مع الرب لفترة طويلة. و”الشباب” هم الذين لا زالوا صغاراً في الإيمان، متحمسين، أقوياء، وحيويون في حياتهم الروحية—يتوقون للنمو في البر وإظهار مجد المسيح. هاتان المجموعتان لهما قيمة كبيرة لبناء الكنيسة. يوضح يوحنا أن المسيحي الناضج ملزم بتعليم هؤلاء المؤمنين الشباب. فهم “يعرفون الذي من البدء” (آيات […]