مصادر

أغسطس 1, 2025

التجاوب مع الخطيَّة بالتوبة

“هُوَذَا حَمَلُ اللهِ الَّذِي يَرْفَعُ خَطِيَّةَ الْعَالَمِ!” (يوحنا 1: 29). ربما كنتَ تقاوم خطيَّة ما أو إغراءٍ مُعيَّن لفترة الطويلة، وكلَّما أردت الاستسلام، تجد نفسك تطلب من الله صارخًا أن يمنحك القوة للغَلَبَة. قد تكون الخطية إغراء النميمة أو الخداع أو إساءة استخدام سُلطتك من أجل رفع شأنك. يقود الإغراء إلى الخطيَّة، وتخلق الخطيَّة في قلوبنا وعقولنا جدارًا عاطفيًا وذهنيًا بيننا وبين الله. لا تُغيِّر الخطية محبة الله الأبدية لنا، ولكن إذا فشلنا في إجراء التصحيحات اللازمة لاستعادة الشَرِكة معه، سنجني عواقب خطايانا، والتي قد تشمل الإحباط والتوتر والحزن والهزيمة والعلاقات المُدمَّرة. في الواقع، إن أكبر خسارة لنا في وقت الخطيَّة هي فقدان شركتنا مع الرب. إن معرفتنا لحقيقة أننا قد أحزننا الله من خلال أفعالنا الخاطئة يجب أن تكون كافية لتُعيدنا إليه في توبة صادقة، لكن في بعض الأحيان نستمر في تكرار الخطيَّة، وعندما تصبح ظروفنا غير مُحتَمَلة، نشعر باليأس ونبدأ في الصلاة. على الرغم من أن الله لا يَعِدْ بمحو كل الضرر الذي تسببت فيه خطيتنا، إلا أنه […]
يوليو 31, 2025

خطورة الثقة بالنفس

“أَيَأْخُذُ إِنْسَانٌ نَارًا فِي حِضْنِهِ وَلاَ تَحْتَرِقُ ثِيَابُهُ؟” (أمثال 6: 27). في كتابه بعنوان The Screwtape Letters، كتب سي.إس. لويس: “إن أقصر الطرق المؤدية إلى الجحيم هو الطريق التدريجي، الذي يتميز بانحداره اللطيف، وتشعر بنعومته عندما تطأه بقدميك، ولا يوجد به أي انعطافات مفاجِئة، أو علامات إرشادية، أو لافتات”. لا يُصدِّق الكثير من المؤمنين أنهم قد ينساقوا بعيدًا عن الله، إذ يرون أن إيمانهم قوي وثابت، لكن الحقيقة هي أن تقديم التنازُلات وعدم الانضباط الروحي قادران على فتح الباب سريعًا أمام التجربة والخطية. بمجرد قبولنا للمسيح كمخلصنا، يعرف العدو أن عمله للتدمير الأبدي قد تم إحباطه، لكنه يبذل كل جهده لتدمير شعب الله، ولهذا فهو يعمل بخطة مختلفة. يعلم الشيطان جيدًا أنه لن يستطيع أن يحصل على أرواحنا، لذا فإنه يظل ملتزماً بتدمير حياتنا. إن الكبرياء هو أحد أهم أسلحة الشيطان التي يستخدمها ضد جسد المسيح، وهو يريدنا أن نُصدِّق أننا كاملون ومستحقون بمعزل عن الرب، ويريدنا أن نثق كثيرًا بمواهبنا وقدراتنا حتى نبدأ في اتخاذ القرارات دون مراعاة لقصد […]
يوليو 30, 2025

مواجهة التجربة بالحق

‘‘وَتَعْرِفُونَ ٱلْحَقَّ، وَٱلْحَقُّ يُحَرِّرُكُمْ’’ (يوحنا 8: 32) إذا كنت تؤمن بالله، فربَّما رواد الشك والارتياب ذهنك في بعض الأوقات، ورحت تتساءل ما إذا كان الله حكيمًا وكاملًا فعلًا، وما إذا كان يريد حقًّا الأفضل لك، وما إذا كان يحبُّك فعلًا، وما إذا كانت وصاياه صالحة وتستحق طاعتك. ربَّما تساءلت ما إذا كان الله يقول الحق أو ما إذا كان هو الله فعلًا. قال يسوع ‘‘أَنَا هُوَ ٱلطَّرِيقُ وَٱلْحَقُّ وَٱلْحَيَاة لَيْسَ أَحَدٌ يَأْتِي إِلَى ٱلْآبِ إِلَّا بِي’’ (يوحنا 14: 6). لكن ماذا لو كانت هذه كذبة؟ ماذا لو كانت توجد طرق عدَّة مؤدية إلى الله؟ ماذا لو لم يكن للسماء والجحيم وجود؟ ماذا لو كنا نتقمَّص ببساطة ونرجع باستمرار إلى الحياة في جسد إنسان آخر لنعيش حياة تعتمد نوعيتها على ال‘‘كارما’’ أو أعمالنا؟ هذه الأسئلة تغوينا وتفسد أفكارنا وتضلِّلنا، وهي تأتينا من مصدر واحد، وهو الحيَّة في جنَّة عدن، أي الشيطان نفسه. يميل الإنسان دائمًا إلى الانصياع وراء وجهات النظر البديلة هذه، ويرفض أن يصدِّق وجود طريق واحد للخلاص، وطريق واحد […]
يوليو 28, 2025

مقاومة الشيطان من خلال التمسُّك بنعمة الله

‘‘تَكْفِيكَ نِعْمَتِي، لِأَنَّ قُوَّتِي فِي ٱلضَّعْفِ تُكْمَلُ’’ (2 كورنثوس 12: 9) ثارت ثائرة صبيّ مدلَّل لأنَّ مدبِّرة المنزل لم تسمح له بالحصول على مزهرية باهظة الثمن موضوعة في الخزانة. ولمَّا سمعت والدته صوت بكائه، جاءت مسرعةً لمعرفة ما يجري. فقال لها الصبي: ‘‘أريد هذه!’’ مشيرًا إلى المزهريَّة. فأجابت الأم: ‘‘نعم يا حبيبي، سأعطيك إيَّاها حالًا’’، ظنًّا منها أنَّها ستسعد ابنها بهذه الطريقة، لكنَّها كانت مخطئة تمامًا. فعندما وضعت المزهريَّة أمامه، راح يبكي بصوت أعلى. فسألته: ‘‘ماذا تريد الآن؟’’ فأجابها وهو يجهش بالبكاء: ‘‘أريد شيئًا لا يمكنني الحصول عليه’’. كتب الرسول يوحنا في رسالته الأولى أن الشيطان يهاجمنا بثلاث طرق، وهي: شَهْوَةَ ٱلْجَسَدِ، وَشَهْوَةَ ٱلْعُيُونِ، وَتَعَظُّمَ ٱلْمَعِيشَةِ (1 يوحنا 2: 16)، وهي نابعة من مشاعر الأنانيَّة والحسد والكبرياء الكامنة في القلب. لا يسعى الشيطان إلى تجربتك فحسب، بل هو يعلم جيِّدًا أنَّه إذا استطاع أن يجعلك ترى شيئًا وترغب فيه بشدَّة، فإنَّه سيستحوذ على كامل اهتمامك وولائك. وبالتالي، عندما تشعر برغبة شديدة في القيام بأمر ما، اسأل نفسك: ‘‘هل يستهوي هذا […]
يوليو 27, 2025

التوقيت مُهم للغاية

‘‘وَلَمَّا أَكْمَلَ إِبْلِيسُ كُلَّ تَجْرِبَةٍ فَارَقَهُ إِلَى حِينٍ’’ (لوقا 4: 13). يشكِّل انتظار التوقيت المثالي أحد الأساليب التي يعتمدها الشيطان لتجربتنا. ويذكر إنجيل لوقا 4: 13 أنَّ الشيطان لم يستسلم بعد أن هزمه يسوع، وبالتالي، هو لن يدعنا وشأننا عندما نغلبه. ما هي الفرص المناسبة لهجمات الشيطان؟ بعد تحقيق انتصار كبير أو الحصول على بركة من يد الله. عندما ترك الشيطان يسوع في البرية، بدأ يدبِّر مكيدة جديدة ليجرِّبه. وعندما لم ينجح من خلال تحريف كلمة الله، حاول الاستعانة بالرسول بطرس (اقرأ إنجيل متى 16: 13-28). فمباشرةً بعد اعتراف بطرس بأنَّ يسوع ‘‘هو المسيح ابن الله الحيّ’’ (متَّى 16: 16)، استغلّ الشيطان عدم قدرته على التمييز الروحي ليجرِّب يسوع من خلاله، فحثَّه على انتهار يسوع لأنَّه تحدَّث عن موته. فجاء جواب يسوع قاسيًا حين قال: ‘‘ٱذْهَبْ عَنِّي يَا شَيْطَانُ! أَنْتَ مَعْثَرَةٌ لِي، لِأَنَّكَ لَا تَهْتَمُّ بِمَا لِلهِ لَكِنْ بِمَا لِلنَّاسِ’’ (متى 16: 23). وكان بطرس قد نال، قبل ذلك بقليل، بركة خاصَّة من عند الله الآب، حين أعلن له أنَّ […]
يوليو 25, 2025

عدم الرضا الذي يقود إلى طَلَبْ الله

“وَأَمَّا التَّقْوَى مَعَ الْقَنَاعَةِ فَهِيَ تِجَارَةٌ عَظِيمَةٌ” (1تيموثاوس 6: 6). ليس كل تذمُّر سيئًا، فقد يكون التذمُّر في بعض الأحيان هو الحافِز على التغيير الإيجابي في حياتنا، وقد يكون الإشارة التحذيرية لحاجتنا إلى إجراء تغييرات في مسيرتنا مع الله، مما يقودنا إلى الشعور بالرضا، وعندما نشعر بالرضا في الحياة، سيمكننا مواجهة أي حواجز أو عقبات في الطريق. بدلاً من التذمُّر بشأن ظروفنا، ينبغي أن نبحث عن فرص لنثق في الله بطرق جديدة ونجلب له المجد. ينبغي علينا أيضًا أن نستخدم الأوقات الصعبة التي نمُر بها لتذكيرنا بأن الله وحده هو القادر على ملء فراغ حياتنا. لقد اكتشف بولس هذا السِر واستطاع أن يُعلن قائلًا: “قَدْ تَعَلَّمْتُ أَنْ أَكُونَ مُكْتَفِيًا بِمَا أَنَا فِيهِ. أَعْرِفُ أَنْ أَتَّضِعَ وَأَعْرِفُ أَيْضًا أَنْ أَسْتَفْضِلَ. فِي كُلِّ شَيْءٍ وَفِي جَمِيعِ الأَشْيَاءِ قَدْ تَدَرَّبْتُ أَنْ أَشْبَعَ وَأَنْ أَجُوعَ، وَأَنْ أَسْتَفْضِلَ وَأَنْ أَنْقُصَ. أَسْتَطِيعُ كُلَّ شَيْءٍ فِي الْمَسِيحِ الَّذِي يُقَوِّينِي” (فيلبي 4: 11-13). يسوع وحده هو القادر أن ينقلنا من الشهوة إلى القناعة والرضا. صَلِّ كي يوضح لك […]
يوليو 23, 2025

سلام الله

‘‘وَسَلَامُ ٱللهِ ٱلَّذِي يَفُوقُ كُلَّ عَقْلٍ، يَحْفَظُ قُلُوبَكُمْ وَأَفْكَارَكُمْ فِي ٱلْمَسِيحِ يَسُوعَ’’ (فيلبي 4: 7) يعتقد بعض الناس أنَّهم إذا بلغوا مستوىً معينًا من الغنى فسينعمون بالسلام، أو إذا تزوّجوا الشخص المناسب، فسيشعرون بالرضا. ويخطئ آخرون باعتقادهم أنَّهم إذا أقاموا في مكان مثالي أو نالوا تقديرًا معينًا في العمل، يكونون قد حقَّقوا مبتغاهم. لكن هذه السيناريوهات لا تمنحنا السلام والرضا اللذين نطمح إليهما. فالسلام الحقيقي لا يأتي إلَّا نتيجة عيش حياة ملؤها روح الله من خلال علاقة بيسوع المسيح. واستنادًا إلى ما جاء في سفر إشعياء 26: 3، كتب ‘‘تشارلز سبورجن’’، ‘‘إله السلام يمنح سلامًا كاملًا لمن جعلوا قلوبهم كاملة نحوه’’. قد نحاول تحقيق السلام من خلال الإنجازات والعمل الشاق، وقد نبحث عن السلام في كلِّ مكان، ظنًّا منا أنَّ الاختبارات الجديدة أو الممتلكات أو الحسابات المصرفيَّة الكبيرة تعطينا سلامًا. لكن بدون الله لن نجد أبدًا سلامًا دائمًا. إذا أردنا اختبار سلام الله، يجب أن ننعم أوَّلًا بسلام مع الله، وهو لا يأتي إلَّا من خلال استسلام تام للمسيح وقبوله […]
يوليو 21, 2025

فقدان الرضا

“فإذا طَلَبتَهُ يوجَدُ مِنكَ، وإذا ترَكتَهُ يَرفُضُكَ إلَى الأبدِ” (1 أخبار الأيام 28: 9) البحث عن الرضا ينتج قلقًا داخليًا، ويغذيه الاعتقاد أننا لن نكون راضين حقًا حيث نحن. نعتقد أن الإجابة ستكون خلف المنحنى التالي في الطريق ونأمل أن نصل يومًا ما إلى وجهتنا التي نتمناها. قد يبدو غريبًا أن ندرس قصة في العهد القديم لكي نتعرف على سبب مرض العصر الحديث وهو عدم الرضا. والسبب الروحي هو التفسير الوحيد لقلقنا. في سفر التكوين، يظهر القلق لأول مرة عندما أخطأ آدم وحواء ضد الله وشعروا بالعار نتيجة لعصيانهم الذي جلب عدم الراحة والقلق إلى حياتهم. هذه الصفات أصبحت أكثر من مجرد مشاعر عندما طردهم الله من جنة عدن. على الرغم من بقاء آدم وحواء بالقرب من الجنة، إلا أنهما كانا يشعران دائمًا بفقدان الألفة مع الله. خطيتهما وضعت مسافة بينهما وبين خالقهما وهو ما ينطبق علينا أيضاً. خطيتنا تبعدنا عن الله وتسرق رضا قلبنا. يبدأ الكتاب المقدس بالخَلْق. عندما خلق الله المادة من لا شيء وأعد مكاناً لسكناه مع […]
يوليو 20, 2025

أنت مدعو للقيادة

“هَلُمَّ فَنَبْنِيَ سُورَ أُورُشَلِيمَ وَلاَ نَكُونُ بَعْدُ عَارًا. فَقَالُوا: “لِنَقُمْ وَلْنَبْنِ”. وَشَدَّدُوا أَيَادِيَهُمْ لِلْخَيْر” (نحميا 2: 17-18). إذ ننظر حولنا، نجد من الواضح بشكل مؤلم أن أسوار ثقافتنا قد إنهارت. تدمرت أسوار الكنيسة، وتهدمت أسوار العديد من العائلات. في هذا الوقت الحرج، يدعونا الله إلى أن نكون نحميا عصرنا؛ نقف ونقود في زمن محروم من القيادة. نحن مدعوون جميعًا لأن نكون قادة في بعض مجالات الحياة – سواء في المنزل أو في الحرم الجامعي أو في الكنيسة أو العمل أو الخدمة أو الوحدة العسكرية أو المنظمة المدنية. لقد زودك الله بمواهب للقيادة والخدمة. كقائد، يجب أن تكون مستعدًا لقضاء بعض الوقت منفردًا مع الله للإستماع إليه والسماح لنفسك بأن تكون مستعدًا ومتدربًا ومكلفًا منه بالقيادة. بقدر ما قام نحميا بمعاينة حطام أورشليم، وبقدر معاينتنا لحِطام ثقافتنا من أبواب نظام تعليمنا المحطمة إلى أنقاض النسبية الأخلاقية، سيكون من السهل أن نشعر بالإرباك والإحباط من ضخامة مهمة إعادة البناء. ولكننا، مثل نحميا، نحن نخدم إلهًا أعظم من كل قوى هذا العالم. دع […]
يوليو 19, 2025

التطهير بالاعتراف

لأَنِّي أَصْفَحُ عَنْ إِثْمِهِمْ، وَلاَ أَذْكُرُ خَطِيَّتَهُمْ بَعْدُ (ارميا 31: 34) في نحميا 9 نجد أطول صلاة مُسجلة في الكتاب المقدس. إنها صلاة اعتراف وتكريس الإعتراف هو فعل تطهيري. بدأ الشعب صلاته بالإعتراف بخطيته وبعبادة الله وتوقيره. لقد جاءوا أمامه بالصوم وهم يرتدون المسوح ويضعون تراب الأرض على رؤوسهم رمزاً لإتضاعهم. أتوا بصدق لأن شعب إسرائيل أدرك أنه من المستحيل الحصول على غفران الله بدون اعتراف صادق وتوبة حقيقية لا يمكننا أن ننال الخلاص دون الاعتراف بيأسنا والإقرار بضياعنا بعيدًا عن يسوع المسيح. يجب أن تعترف قائلًا: “يارب أنت رجائي الوحيد. أنت من دفع ثمن خطيتي على الصليب. أنت الوحيد الذي يمكنه مساعدتي في مواجهة الأبدية.” القلب المتضع والتائب فقط سينال الخلاص الذي يقدمه يسوع، والروح المنكسرة فقط ستنال قوة من الرب عندما تصلي يمكنك اتباع مثال نحميا في الصلاة المذكورة في نحميا 9 1. اعترف بمسئوليتك عن الخطية 2. اعترف بعدالة الله 3. اطلب غفران الله في اسم يسوع 4. تمسك بوعود الله بالغفران الخطية التي لا نعترف بها […]